الولايات المتحدة الأمريكية: انكشفت الخليقة واتضحت اللعبة

أربعاء, 2016-11-16 16:24

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المرجع الأساسي والمثل الأعلى للنظام الديمقراطي الذي هو حكم الشعب بنفسه، وذلك عن طريق الانتخابات التي هي وسيلة يحدد الشعب من خلالها من سيحكمه ويقوم على شؤونه. وما حدث اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية يزيد الإشكالية تعقيدا ويقودنا إلى طرح عدة تساؤلات من أهما:

 

هل كانت الديمقراطية لعبة من أجل إخضاع العالم الثالث؟ أم هي خدعة لنهب ثرواته؟ أم مشروع سياسي لمعالجة أخطاء النظام العلماني؟ أم أن الشعب الأمريكي الذي يعتبر نفسه من الشعوب المعتدلة التي تدعوا إلى الحرية والسلم، كشف عن حقيقته في عداء العرب والمسلمين وعنصريته للشعوب الأخرى؟

 

كما ذكرنا آنفا يعتبر النظام الديمقراطي هو حكم الشعب بنفسه، هذا كان هو معنى الديمقراطية أو ما يدعيه البعض بأنه معناها. ها نحن اليوم نشهد زلزالا سياسيا وتحولا من المعقول إلى اللا معقول أم من المنطقي إلى اللا منطقي. يبدو أن هذا المصطلح دخل في غيبوبة لا طبيب ولا جراح يعطي العلاج للخروج منها.

 

إنما يتوهمه البعض بأن الديمقراطية هي نظام سياسي فعال لتنظيم حياة الشعوب، كذب لا أساسه له من الصحة بل هي مشروع جاء ليعالج أخطاء النظام العلماني الذي تضررت منه الدول الأوربية وأمريكا خصوصا.

 

وقد تبينت اليوم حقيقته، وصدق الشاعر إذ يقول:

ومهما تكن عند أمريء من خليقة *** ولو خالها تخفى على الناس تعلم

 

والدليل على ذلك هو نجاح رجل الأعمال المتطرف والملياردير الأمريكي دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. واتضح بهذا أنما كان يدعو له الغرب قديما إنما هو خدعة من أجل سرقة أموال وثروات الشعوب، وقد نحج في ذلك بسبب قوته الإعلامية والمادية التي ما فتئ من خلالها يتخذ أسلوب الدعايات الإعلامية والتسويق لهذا المصطلح حتى انتشر في كثير من دول العالم.

 

هاهي أمريكا اليوم تفضح نفسها وتكشف عن وجهها الحقيقي، وتوجه بذلك رسالة إلى الشعوب العربية والحكومات قائلة نحن لا نحب العرب ولا المسلمون، نحن قادمون لإبادتكم وسنعمل على ذلك ونتخذ له جميع الوسائل. إنما كانت الديمقراطية وسيلة فلم تنجح ولكن لدينا الكثير من الوسائل، فالمشروع هو استثمار طويل المدى وسيؤتي أكله قريبا، وها نحن اليوم نختار أهل المال والأعمال وذلك عندما فشل أهل السياسة، وقد استفدنا من تجاربنا في الحقبة الماضية وتبين لنا أن الدول تحكم بالقوة الاقتصادية والاجتماعية وليست الأنظمة السياسية، سنعمل على تدمير اقتصادكم وتفكيك بنيتكم الاجتماعية حتى تصبحوا بلا قيم ولا عادات ولا أخلاق، بهذا يكون الدخول سهلا وليس مكلفا، وتصبح الأرض والعباد لنا نحن أسيادها وأنتم عبيدنا.