7 ملايين مصاب في مصر و12.5 مليون مريض بحلول 2030.. أطباء: يُصيب بالعمى ويضرب حيوية شرايين القلب ويُعطل متعة الجنس.. وتقارير: نحتل المركز الثامن عالميًا
مصر في مرمى السكر، الخطر يحاصر الأطفال قبل الشيوخ، التقارير تقول إن مصر تحتل المركز الثامن في ترتيب الدول الأكثر إصابة بالمرض، وتكشف أن 7 ملايين مصاب في مصر، مرشحة للارتفاع إلى 12.5 مليون بحلول 2030، فيما حذر أطباء من الإصابة وأكدوا أنه يصيب بالعمى ويضرب حيوية شرايين القلب ويعطل متعة الجنس.
الإحصائيات تقول إن مرضى السكر تزايدوا بشكل كبير في السنوات الأخيرة؛ بل وتستمر الزيادة خلال السنوات المقبلة ليصل تعداد المرضى خلال 20 سنة إلى نحو 300 مليون في العالم، وتعتبر مصر من أعلى معدلات الإصابة في العالم وتزيد المشكلة بزيادة مضاعفات المرض خاصة مع عدم انضباط السكر، وفي الغالب يشكو مرضى السكر بعد سنوات من إصابتهم من أمراض متعلقة بالشرايين، ويتطلب الأمر متابعتهم وعلاجهم وتجنيبهم خطر حدوث جلطات قاتلة، وقد ظهرت أجيال علاجية جديدة لضبط السكر سواء طويلة المفعول أو قصيرة المفعول.
فيما يحتاج التعامل مع ضيق الشرايين لمرضى السكر خبرة واختيار الأسلوب الأمثل لعلاجهم، خاصة لو كان بالقسطرة، حيث إن الدعامات العادية تكون عرضة لعودة الضيق والانسداد خلال شهور، حتى أصبحت عملية القلب المفتوح هي البديل بعد تعرض المريض للعديد من الانسدادات وللتغلب على هذه المشكلة ظهرت عدة أجيال من الدعامات التي تحد من عودة الضيق وأمكن في الفترة الأخيرة ابتكار دعامات محملة بمواد علاجية تمنع تكاثر خلايا الشرايين، وبالتالي تحد من عودة الضيق بشكل ملحوظ عن الدعامات القديمة.
هنا تقول الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ أمراض السكر المساعد بطب قصر العيني، إن المصريين كانت لهم الريادة في اكتشاف السكر، فقد اكتشفت برديات منذ عام 1550 قبل الميلاد والتي تذكر أعراض الإصابة بمرض السكر، وقد زاد عدد مرضى السكر وتضاعف عددهم خلال العقود الأخيرة ولوحظ انخفاض سن الإصابة وقد يتعرض المريض للإصابة ببعض المضاعفات خاصة إذا أهمل علاجه.
ومن المعروف بحسب التقارير الصحية، أن %50 من مرضى السكر غير مكتشفين ويتم تشخيصهم فقط بالصدفة أو عند حدوث المضاعفات ومعظمها تحدث بسبب التأثير الضار على الأوعية الدموية سواء الدقيقة أو الكبيرة ومنها المضاعفات على الجهاز الدوري والقلب فيكون مريض السكر معرضًا أكثر من غيره للإصابة بضيق شرايين القلب والذبحة الصدرية أو جلطات القلب، وبالتالي قد يحدث هبوط بالقلب وقد تكون الوفاة بسبب الإصابة بأمراض شرايين القلب أكثر في مرضى السكر ومعدلاتها تبلغ مرتين ونصف المرة للأشخاص العاديين، وتحدث أمراض القلب مع مريض السكر مبكرًا عن غير المصابين بالسكر وبالذات إذا صاحب مرض السكر عوامل خطورة أخرى وعلى رأسها التدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم ودهونه.
وكشفت التقارير، أن سبب الإصابة بأمراض الشرايين التاجية هو إصابة الأوعية الدموية الكبرى بسبب الارتفاع المزمن لنسبة السكر في الدم مما يؤدي لبعض التفاعلات الداخلية التي تتسبب في زيادة عوامل نمو الأوعية الدموية وزيادة سيتوكاينز والبروستجلاندين مما يؤدي لزيادة سمك جدار الشرايين وانسدادها وقلة سريان الدم خلالها، كذلك مرض إكس أو ما يسمى بمرض نقص حساسية الأنسولين.
يصيب مرض السكر من النوع الثاني بالذات المصابين بالسمنة خاصة في منطقة البطن الكرش أكثر عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب، بالإضافة لارتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون الثلاثية ونقص نسبة الكوليسترول المرتفع الكثافة المفيد وممكن أن تظهر هذه المضاعفات في أي وقت لدى مريض السكر وهي غير محددة الموعد، لكن تزيد لدى غير المنضبطين أو إذا أهمل المريض علاجه.
ولفتت "شلتوت" إلى أن مريض السكر يمكنه التغلب على كثير من المضاعفات بضبط مستوى السكر في الدم إلى مستوى مقارب لنسبته في الشخص الطبيعي ويفضل أن تكون نسبة السكر الصائم في الدم من 110 إلى 120 صائمًا وبعد الأكل حوالى 150، أما إذا صاحب مرض السكر الإصابة بارتفاع ضغط الدم فننصح بألا يزيد ضغط الدم عن 135 على 80 لتجنب الإصابة بمضاعفات السكر على شرايين القلب.
وشددت على أنه يجب أن يراعي المريض وطبيبه المعالج التحكم في نسبة الكوليسترول وتوجد بعض الأدوية الآن التي يبدأ استخدامها مع بداية الإصابة بالسكر لمنع المضاعفات على الأوعية الدموية، والاتجاه الحديث في علاج مرض السكر الآن هو تعليم مريض السكر كيف يغير من أسلوب حياته للتغلب على مشكلات مرض السكر وتعلم المريض ممارسة الرياضة المناسبة كما يتم إرشاده لأسلوب تناول الطعام.
وتابعت "شلتوت"، ظهرت أنواع حديثة من الأنسولين منها الأنسولين قصير المفعول وأخيرًا ظهر الأنسولين الجديد الأساسي ممتد المفعول جلارجين والذي يماثل تصرف الأنسولين الأساسي في الجسم أقرب وهذا يؤدي لتقليل المضاعفات، خاصة لو بدأ العلاج مبكرًا به، كما أنه مفيد للأطفال مرضى السكر جدًا في توفير جرعات ضئيلة من الأنسولين طوال اليوم، مما يحد من مضاعفات السكر على شرايين القلب والأوعية الدموية والأعصاب وغيرها من آثار السكر الخطيرة.
ويوضح الدكتور هاني راجي، استشاري أمراض القلب بالمعهد القومي للقلب، أن مرضى السكر تصل نسبتهم إلى %30 من مرضى الشرايين التاجية وهم أصعب الحالات خاصة السيدات، ويشير إلى أن مريض السكر بالذات يحتاج لضبط النفس بشدة أمام المغريات من الطعام والشراب والتدخين وإنقاص الوزن للحد الأمثل حتى لا يصاب بأمراض القلب.
فيما اعتبرت جمعية القلب الأمريكية في العام الأخير مرض السكر هو أخطر وأهم العوامل المسببة لأمراض الشرايين بوجه عام، والشرايين التاجية بوجه خاص، وعادة تحدث المشكلات لدى معظم المرضى مبكرًا لكنها تظل في صورة مستترة لسنوات طويلة، وفي الفترة الأولى تكون المشكلات في الأوعية الدموية الصغيرة ومثال ذلك الكلى، حيث يبدأ المرض فيها في صورة زلال خفيف بالبول وفي المرحلة الأخيرة لمرض السكر ـ خاصة غير المنضبط ـ يصيب الأوعية الدموية الكبيرة فيسبب الفشل الكلوي وتقرحات القدمين وأمراض الشرايين التاجية.
ويضيف الدكتور راجي، أنه منذ بدء علاج أمراض الشرايين التاجية بطريقة التوسيع البالوني والدعامات اتضح من خلال الدراسات العلمية والإحصاءات العالمية والمصرية أن مرضى السكر يعانون بنسبة مرتفعة من عودة المرض في فترة قصيرة لا تتجاوز6 أشهر بنسبة أعلى من الذين لا يعانون مرض السكر، حيث وجد أن مرضى السكر خاصة ذوي الشرايين رفيعة القطر والتي يبلغ قطرها أقل من2.5 ملليمتر والذين يحتاجون لدعامات طويلة أو متعددة قد تصل نسبة عودة المرض في هذه النوعية من المرضى لأكثر من %50 مقابل نسبة أقل من %20 ممن لا يعانون مرض السكر وبنفس قطر الشرايين، أما الشرايين التي يبلغ قطرها 4 ملليمترات فتقل نسبة الضيق المرتجع لأقل من %10 لغير مرضى السكر مقابل نحو 25%، وبصفة عامة نسبة عودة الضيق في مرضى السكر بعد التوسيع والدعامات
أكثر من ضعف ممن لا يعانون مرض السكر بالدعامات التقليدية، وذلك نتيجة لأسباب متعددة لم يتم كشف أسرارها بالكامل لكن المرجح هو أن شرايين مرضى السكر يحدث بها نمو سريع وشديد للخلايا التي تقوم بسد الدعامات بسرعة، مما حدا بمعظم الجمعيات العلمية ـ مثل الجمعية الأمريكية للقلب ـ بالتوصية باللجوء للأسلوب الجراحي لشرايين القلب لعلاج مرضى السكر الذين يعانون ضيقًا شديدًا بأكثر من شريان إلا في بعض الظروف التي يمكن اللجوء فيها للتوسيع البالوني وتركيب الدعامات حيث يتم تقييم كل حالة على حدة.
ويشير هاني، إلى أنه في الفترة الأخيرة تم ابتكار دعامات جديدة معالجة دوائيًا بحيث تقوم الدعامة بإفراز دواء مانع لنمو الخلايا وتكاثرها خاصة خلال الشهور الثلاثة الأولى وهي الفترة التي يحدث فيها غالبًا الضيق المرتجع، وأظهرت التجارب العلمية الأولية نسبة نجاح وصلت إلى 98% في منع عودة الضيق وتمت متابعة المرضى لمدة عامين وتم بعدها استعمالها بتوسع منذ حوالي عام، وأجريت تجارب علمية موسعة وإحصاءات على آلاف المرضى تتعدى 10 آلاف حالة، فأظهرت أنه توجد نسبة للضيق المرتجع تتراوح ما بين 2% و%9 من الحالات في التجارب العلمية المختلفة خلال 6 أشهر أن نسبة الضيق المرتجع تقل في مرضى السكر بنسبة %80 بالمقارنة بالدعامات غير المعالجة دوائيًا رغم أنها من نفس المصدر المصنع لهما والاثنان مصنعان من الصلب غير القابل للصدأ.
وكشف هاني، أن عدد المصابين بمرض السكر في مصر يتجاوز رقم 7 ملايين مريض وهو مرشح للزيادة بشكل تصاعدي خلال الأعوام المقبلة، ويقول عميد المعهد القومي للسكر، إن الوجبات السريعة والمياه الغازية وعدم ممارسة الرياضة والجلوس لساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر من الأسباب الجديدة للإصابة بهذا المرض، لافتًا أن الإحصائيات الطبية تشير إلى أن نحو 75% من مرضى السكر يموتون بسبب تأثيره على القلب والأوعية الدموية مؤديًا للإصابة بالذبحات الصدرية والأزمات القلبية.
ويبقى السؤال، ما هو الجديد في علاج مرض السكر؟، ويرد هانى: "حاليًا نعد بروتوكولًا مصريًا لعلاج مرض السكر قياسًا على التوصيات العالمية المعترف بها وبما يتناسب مع طبيعة المرضى المصريين، فالطبيب هنا كالترزي الشاطر يفصل العلاج بما يناسب المريض حسب درجة المرض والوزن وطبيعة الحياة والعمر والأمراض المصاحبة كالضغط وارتفاع مستوى الدهون بالدم، ولذلك لا يوجد علاج موحد أو مثالي على الإطلاق وإنما لكل حالة علاج منفرد".