مقابلة خاصة مع الشيخ الحضرامي ولد أمم الوالي والإداري والبرلماني سليل أسرة أهل الشيخ محمد فاضل العريقة

ثلاثاء, 2014-12-09 16:56

ينحدر الحضرامي ولد أمم من أسرة عريقة أسرة أهل الشيخ محمد فاضل أسرة اتسع ذكرها في الآفاق وملأت القلوب من معين مشكاتها أسرة تبحرت في العلم اللدني  علم الحقيقة والشريعة أسرة ربت القلوب تربية صالحة وأينعت بذكر الله وطمأنت  {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

ولد الحضرامي ولد أمم سنة 1935 في انتيد التابع لمقاطعة أطار تربى على يد والده العالم العلامة والحبر الفهامة الشيخ محمد المامون الملقب أمم فقرأ على يديه علوم القرآن والحديث والفقه والنحو والسيرة واللغة والتاريخ كما تعلم على يديه كذلك العلوم الباطنية.

 لقد اعتنق العمل السياسي بعد وفاة والده الشيخ محمد المامون الملقب أمم فقد كان عضوا في حركة الشباب الموريتاني تلك الحركة التي تأسس على أنقضها حزب النهضة الوطنية ليصبح بعد ذلك عضوا مؤسسا على مستوى ولاية آدرار  شارك في معركة تكل الشهيرة وقد كان عضوا من أعضاء مقاومة الاستعمار الفرنسي  وهو ما  سبب له الاعتقال في كل من شنقيط وأطار سنة  1959 و1958م

وقد شارك في مؤتمر نظم بولاية لبراكنة مقاطعة ألاك سنة 1958، وهو المؤتمر الذي تمخض عنه ميلاد حزب الشعب الموريتاني ذلك الحزب الذي اندمج فيه سائر الأحزاب الوطنية آنذاك وقد كان من بين المبعوثين لشرح أهداف أهمية الاستقلال والوحدة الوطنية صحبة بياكي ولد عابدين رئيس حزب النهضة سابقا والنائب أب ولد أن واعبود ولد بسيف عامل في البيطرة إلى الجهة الشرقية من البلاد وبالخصوص ولاية الحوض الغربي. وبعد ذلك ذهب إلى المملكة المغربية جامعة القرويين وتخرج بشهادة عليا وهي الشهادة العالمية للعلماء ثم عاد إلى الوطن وعين معلما في مدينة أطار سنة 1973م ليبدأ المشوار الوظيفي والإداري سنة 1975م عين رئيسا لمركز القدية الإداري وبعد تعيينه في هذا المنصب الإداري بعد مرحلة التكوين الإداري في المدرسة الوطنية للإدارة التي قضى فيها فترة تربوا على سنتين ونيف تخرج إداريا مدنيا في سنة 1976م عين حاكما لمقاطعة بومديد التي لبث فيها سنتين ونيف ليذهب منها إلى المغرب لتكميل تكوينه في مدرسة القنيطرة لاستكمال تكوين الأطر سنة 1978م فقد قضى في هذه المدرسة ثلاث سنوات ليتخرج سنة 1981م وعاد إلى الوطن وعين حاكما لمقاطعة الميناء التي لبث في تسييرها ثلاث سنوات

ليبدأ المرحلة الثانية: من المراتب الإدارية عين واليا سنة 1983م في ولاية تيرس الزمور وقضى في هذه الوظيفة سنتين كما تم تعيينه واليا لولاية اترارزة عين سنة 1986م واليا لولاية إينشيري قضى فيها سنتين ثم بعد ذلك عين واليا لولاية تكانت التي أشرف على تقطيعها الإداري كما عين واليا لولاية الحوض الغربي سنة 1991م.

ليبدأ المرحلة الثالثة: عين سنة 1992م مكلفا بمهمة لدى وزير الداخلية والبريد والمواصلات  وفي سنة 1993 تم تعيينه مكلفا بمهمة مع الوزير الأول إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1995م. 

وقد انتخبت نائبا برلمانيا عن مقاطعة أزويرات والنائب الثالث لرئيس  الجمعية الوطنية وعمدة لمقاطعة أزويرات 2001م إلى سنة 2005م.

وفي سنة 2011م انتخب مندوبا لدى المؤتمر الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية عن مقاطعة أزويرات.

العلاقات: ما ذا عن تجربتكم الإدارية؟

الحضرامي ولد أمم: ما يخص التجربة الإدارية هو أن الشعب الموريتاني لفيف من الناس عنده أقاليم وجهات وعادات وطبائع مختلفة لكل منطقة أو ولاية تاريخها وعوائدها التقليدية واستنتجنا من هذا أن الشعب الموريتاني شعب طيب قابل للتوجيه إلا أنه لا بد من الصبر لمن تولى شؤونه.

 لقد واجهت شخصيا ملفات شائكة من نزاعات عقارية ومشاكل قبلية خلال خمسة عشر سنة  التي خضت فيها غمار هذه التجربة الإدارية وفقني اللـه  إلى أن تغلبت بفضل الله اللـة على المشاكل السياسية والنزاعات العقارية والسكنية والقبلية  حيث قمت بتخطيط بعض  من الولايات التي أسندت لي خلال تجربة المهنية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مقاطعة الميناء بولاية  نواكشوط وكذلك ولاية تيرس الزمور واترارزة وإينشيري وتكانت والحوض الغربي. وقد واجهتني مشاكل سياسية قديمة موروثة عن المستعمر خاصة في إينشيري وتكانت والحوض الغربي قد وفقت في طي تلك الصفحات واستبدالها بأخرى جديدة. وقد قمت بالتقطيع الإداري في كل من تكانت والحوض الغربي وتيرس الزمور  كما قمت ببناء مساجد وأسواق  تحمل اسمي  في شتى الولايات ومستوصفات طبية لا تزال تؤتي أكلها إلى حد الساعة.

العلاقات: أثناء تلك التجربة ما هي أصعب القضايا التي واجهتكم شخصيا؟

الحضرامي ولد أمم: أصعب القضايا الإدارية التي واجهتنا هي النزاعات التقليدية والعقارية والسياسية تغلبت على الجميع وكنت سببا رئيسيا في لم شمله وتماسكه ووحدته بما يرضي  سائر الأطراف دون ظلم وغبن  لهذا الطرف أوذاك وحق لي أن أفتخر بأن فترتي المهنية في كل الولايات والمقاطعات جل المواليد في زمني يسمونهم باسمي تيامنا منهم بذلك كما يسمون أسواقهم  باسمي كسوق الحضرامي في أزويرات  ورصو والميناء وإن كان هذا يدل على شيء إنما يدل على العدل والإنصاف وعدم التجبر السلطوي الذي كان سمة غالبة في الأطر الكبار آنذاك

العلاقات: ما ذا ترون في تقسيم ولاية نواكشوط إلى ثلاث ولايات؟

الحضرامي ولد أمم: نعتبر شخصيا أن التقسيم جاء في وقته المناسب لأن جل السكان يقطنون بكثافة فائقة في العاصمة الموريتانية وفيما يخص تقسيمها في مهمة إدارية وأمنية واقتصادية لتسهيل وتقريب الإدارة من المواطن كان لا بد منه وجاء في ظرفية  بدأت العاصمة تمد الأذرع شمالا وجنوبا ضف إلى ذلك وجود أحياء كبيرة كالترحيل وغيره لتصبح  بهذا الحجم الكبير تحتاج إلى  التقسمة الجديدة لعل الأمر  يذلل الصعاب للمسؤولين عن الأمن والاستقرار وعن تقريب  الخدمات من المواطن وهذا لا يمكن التغلب عليه إلا بهذه االطريقة  ليسهل ضبط الأمور وترتيبها بشكل مرن وجيد.

العلاقات: ما موقفكم من السياسة الحالية للحكومة؟

الحضرامي ولد أمم: فيما يخص السياسة الحالية فهي سياسة حكيمة ورشيدة حسب ما أراه وأشاهده  وفي هذا الصدد على الجميع أن يحافظ عليها وعلينا أن نعين إدارتنا الحالية و أن نقف وقفة رجل واحد من أجل الحفاظ على الوطن والمواطن وعلى الحوزة الترابية.

هل تنوون الترشح لشيخ مقاطعة أزويرات وإذا لم يقم حزب الاتحاد بذلك ما ذا ستفعلون؟

الحضرامي ولد أمم: فيما يخص الترشح لمنصب شيخ مقاطعة أزويرات إذا قام الحزب بترشحي فسأترشح لذلك وإذا لم يقم به فلن أترشح لأن المسؤولية أراها تشريفا وتكليفا ولا تنال بالمال بل تنال بالشعبية الحقيقية دون أن تنال بشراء الذمم وأنا شخصيا التزم بالحزبية واحترم سائر اقراراتها.

العلاقات: ما ذا ترون في الوضع الإداري والاقتصادي في الراهن؟

الحضرامي ولد أمم: ما يخص الوضع الإداري الحالي متماشيا مع تعليمات السلطة والقوانين الصارمة في هذا المجال وسلطاتنا الإدارية قائمة بعملها على حسن وجه تمشيا مع برنامج رئيس الجمهورية الطموح في هذا الصدد وتطبيقا لما في الدستور و الشريعة الإسلامية وعلينا كشعب أن نقول الواقع ونذكره ونشكر القائمين عليه لأنه يعجبنا طريقة التسيير والعمل على تحسين الواجهة الإدارية والمدنية لكل مدننا، ويعجبنا في تلك السياسات المتبعة هو تركيز الحكومة على البنى التحتية والتعليم والصحة وشتى الإنجازات الكفيلة بتقديم الوطن إلى الرقي والأمن والأزدهار ونبذ الرشوة والمحسوبية ومحاربة   الفساد والحفاظ على الوحدة الوطنية كما في المثل الشعبي "المشاف اسم لا تنعتول".

أما عن الوضع الاقتصادي فإن ثروتنا الاقتصادية كثيرة ومتنوعة كالمعادن والصيد والتنمية الحيوانية والتنمية الزراعية وغيرهما وعلى الحكومة أن تتخذ سياسة حكيمة في التسيير ليتم الحفاظ على هذه الثروات الهائلة وإخراجها بطريقة رشيدة وهذا يرجع بالأساس إلى المسؤولين المباشرين لهذه الثروات الهامة.

العلاقات: حبذا لو تحدثتم لنا عن الوضع السياسي الراهن؟

الحضرامي ولد أمم: فيما يخص الوضع السياسين  أولا أرجو من السياسيين أن يكونوا واقعيين ويعواجيدا أهمية المصلحة العليا على سائر المصالح و يحافظوا على وحدة الشعب وأمنه واستقراره وأطلب هذا من الجميع سواء موالاة أو معارضة والدولة لا يمكن أن تقوم  دون قطب المعارضة وقطب الموالاة ليكون بينهم تنافس إيجابي على المسؤوليات لكن ما أريده هو أن تكون المعارضة مسؤولة ومحافظة على الشعب ووحدته فنحن دولة ديمقراطية تمتلك عدة أحزاب سياسية منها ما هو مواليا للنظام  فعلينا جميعا أن نحافظ على حوزتنا الترابية وأن نتخذ العمل السياسي وسيلة لرقي وأزدهار وأمن واستقرار هذا البلد وأن نعتقد أن موريتانيا للجميع ليست لفرد عن فرد ولا لجماعة عن جماعة ولا لجهة عن جهة ولا لشريحة عن شريحة وكل مواطن عليه أن يعتقد ويعمل لمصلحة وطنه وأن يضع يده في يد أخيه كما في الحديث الصحيح "المؤمن مع المؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالألم والحمى.

واللـــه ولي التوفيق والهادي إلى سبيل الطريق

أجرى المقابلة أحمد ولد طالبن