تعتبرالثروة الحيوانية من أهم قطاعات التنمية الوطنية وذلك لما تسهم به في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.
ونظرا لدورها المحوري في الحفاظ على الهوية والاقتصاد الاول للبلاد انشأت الحكومة وزارة خاصة بالقطاع وذلك من أجل الحفاظ على الثروة الحيوانية والرفع من انتاجيتها حيث تؤمن الثروة الحيوانية الاكتفاء الذاتي للبلد في مجال اللحوم الحمراء كما تشكل الثروة نفسها مصدر تشغيل لالاف الموريتانيين البدو الرحل المنتجعين اينما أضاء البرق و نزل ماء المزن .
وقد تم إنشاء المندوبيات الجهوية للبيطرة من أجل تلبية حاجيات ومتطلبات ساكنة الولايات لتكريس اللامركزية والاشراف على التطبيق الامثل للبرامج والسياسات المطروحة من طرف الحكومة والتى تسهر الوزارة على تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع.
و في هذا الاطار أوضح المندوب الجهوي للبيطرة على مستوى ولاية اينشيري السيد محمد المختار بن محمد لمراسل الوكالة الموريتانية للانباء أن ولاية اينشيري ولاية رعوية بامتياز وذلك لمناخها الصحراوي الذي يتميز بارتفاع الحرارة صيفا والبرودة الشديدة شتاء وقلة الامطار وندرة الغطاء النباتي الامرالذي لايساعد على تكاثر الكثير من الامراض والجراثيم والفيروسات، كما أنها بحكم موقعها الجغرافي تعتبر منطقة عبور لقطعان الماشية القادمة من الولايات الجنوبية والشرقية الطالبة للانتجاع في الشمال الذي شهد تحسنا ملحوظا في الغطاء النباتي والمراعي خلال السنوات الاخيرة.
وأضاف المندوب الجهوي للبيطرة أن هذا العبور يؤثر على الثروة الحيوانية في الولاية نتيجة لما تسببه القطعان العابرة من الامراض الفيروسية والجرثومية، حيث أن الولاية تحتوي حوالي مائتين وخمسين ألف رأس من الاغنام وخمسين ألف رأس من الابل وألأربعة آلاف من مختلف الحيوانات الاخرى.
وقال إنه في الفترة الاخيرة شهدت تفشي بعض الامراض الاكثر شيوعا كطاعون المجترات الصغيرة و"الباستيرولوز" المعروف بذي الرئة والباسترولوز المعروف محليا بانحاز إضافة الى التسمم الوشيقي.
وأشار الى أن المندوبية الجهوية للبيطرة تقوم بحملات سنوية للقضاء على هذه الامراض وقد اتت اكلها واسهمت في تقليل نسبة الوفيات في القطعان حيث تم تلقيح سبعة عشر الف راس من الاغنام السنة المنصرمة ومازالت الحملة مستمرة كما اسهمت من خلال العيادة البيطرية في علاج الحالات العيادية حيث تم معالجة الف وسبعمائة حالة من الامراض الطفيلية الباطنية والف واربعمائة حالة من الطفيليات الخارجية وخمسة وعشرين حالة من إلتهابات الضرع وعلاج الف ومائة واربعين حالة من الالتهابات التنفسية وعشر حالات من الكسور وعشر حالات من عسر الولادة واربع حالات من عسرالبول وتسعمائة واربعة وعشرين حالة من الجرب وحالتين من التسممات الغذائية وسبعة وثلاثين حالة من الاسهال وحالة واحدة من عض الباعوض.
وابرز المندوب الجهوي للبيطرة أن المندوبية تقوم بتفتيش اللحوم على مستوى المسلخ الرئيس إضافة الى التوعية بمخاطر الذبح العشوائي حيث سجلت مصالح المندوبية سنة
2016 نحر تسعمائة وخمسين من الابل وذبح ثمانمائة من الاغنام وألفا ومائتين من الماعز كما تقوم بتعزيز الرقابة على الحيوانات العابرة ومكافحة البيع العشوائي للادوية البيطرية وتنظيم الجزارين ومحاربة الذبح العشوائي وتحسيس المنمين وارشادهم حول الصحة والانتاج اضافة الى رحلاتها داخل الولاية من اجل الاستقصاء عن الامراض والتدخل لعلاجها في الوقت المناسب.
وقال إن المندوبية انجزت خلال السنة المنصرمة محطتين للقطعان الكاشفة غرب الشعبة وفي اكديات لعجول من أجل رصد الامراض الناجمة عن الحيوانات العابرة فضلا
انشاء المزرعة النموذجية لتحسين السلالات بالنسبة للمجترات الصغيرة ببنشاب التي اكتمل العمل فيها وتجهيزها لاستقبال الفوج الاول من الحيوانات المطلوبة بحر الاسبوع المقبل والبالغة مائتي رأس من الاغنام والماعز من أجل الرفع من انتاجية الحيوانات الموجودة في الولاية.
وتعاني المندوبية البيطرية من نقص الكادر البشري وخاصة في مجال التفتيش البيطري وعدد الملقحين علما أنها تضم مصلحتين هما مصلحة الصحة الحيوانية ومصلحة الاحصاء والتوقعات وخمسة عمال.
ورغم قلة التساقطات المطرية خلال السنوات الاخيرة على ولاية اينشيري فإن المندوبية الجهوية للبيطرة تقوم بجهود كبيرة لحماية الثروة الحيوانية مما يجعل من تعزيز
دورها كسبا لرهانات التنمية المنشودة.