تنظيم ندوة حول دور العقيدة الاشعرية في الحفاظ على تماسك المجتمع الموريتاني

جمعة, 2018-04-20 19:32

احتضنت جامعة شنقيط العصرية اليوم ندوة تحت عنوان "دور العقيدة الاشعرية في الحفاظ على تماسك المجتمع الموريتاني" منظمة بالتعاون بين الجامعة ومؤسسة محمد السادس للعلماء الافارقة بالمملكة المغربية .

وسيتابع المشاركون في هذه الندوة على مدى يومين عدة جلسات علمية تتعلق بمواضيع اندراج التاويل في التوحيد عند الاشاعرة وكتاب فوائد الفوائد للشيخ محمد اليدالي ودور المفسرين الشناقطة في ترسيخ العقيدة الاشعرية والوسطية والاعتدال في العقيدة الاشعرية وتاريخ دخول الاشعرية الى موريتانيا .

واكد المكلف بمهمة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السيد محمد ولد مولاي على اهمية هذه الندوة التي ستسهم في انارة الفكر السياسي والعقدي لنخبنا الشابة حول قضايا التطرف والغلو والتشدد والمخاطر التي تمثلها على المجتمع وكيف يمكن تحصينه منها.

واوضح ان الندوة تتنزل في سياق مقاربة وطنية شاملة اعتمدتها موريتانيا في مواجهة ظاهرة التطرف والارهاب التي هددت الامن والسلم على المستوى الاقليمي والدولي.

وبين ان طرح اشكالية التطرف والاسباب التي تغذيه والعوامل التي تحصن المجتمع منه يذكر بماكان عليه حال الامة من تمزق وتناحر، مبرزا انه من خلال محاور الندوة سيتحقق المبتغى الاساس والمتمثل في تحقيق الاصلين الكبيرين التوسط والاعتدال مقابلل مصطلحي الغلو والزيغ..

وبدوره ثمن الدكتورمحمد المختار ولد اباه رئيس جامعة شنقيط العصرية حضوروفد الأساتذة من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة" تلك المؤسسة ذات الهمة الرفيعة في حماية القيم الدينية ونشر الثقافة الإسلامية في الدول الإفريقية والتي نقطف ثمارها اليوم في الحفاظ على هذه القيم وإبراز دور العلماء الشناقطة فيه"،مرحبا في نفس الوقت بنخبة الأساتذة المشاركين في إحياء التراث وإسهامهم في حماية أصول عقيدة المؤمن والتمسك بالثوابت الشرعية.

وقال ان القرن الثالث الهجري عرف قمة تعدد الفرق والزعامات التي تتنازع الحكم وقيادة الفكر الديني، ووصل عدد هذه الطوائف إلى العشرات حتى تواضع جل مدوني تاريخ هذه الفرق على مقولة نسبت إلى الحديث النبوي، وتذكر أن الأمة سوف تنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وتدّعي كل فرقة أنها هي الناجية.

واضاف ان أبو الحسن الأشعري د ون في كتاب (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين) آراء هذه الفرق حول الإيمان والتوحيد،مبرزا أن أبو الحسن الاشعري في عقيدة أهل الحق التي صرّح أنه يدين بها، أكد ا ن الاشاعرة يؤمنون بكل ما ورد في حديث الإسلام والإيمان والإحسان الذي كان جبريل يمليه على النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة الصحابة، وأنهم يثبتون أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وأن أسماء الله هي الله، أي أن الاسم هو المسمى، ويثبتون له سبحانه صفات المعاني كالعلم والإرادة خلافا للمعتزلة، وأنه لا يعزب شيء عن علمه، خلافا للفلاسفة وأنه تعالى يخلق الأفعال، خيرها وشرها، وهما بإرادته.

واشاررئيس جامعة شنقيط إلى أن الأشعرية شهدت تحولا من حيث المكان والمنهج وذلك حينما انتقلت إلى الغرب الإسلامي عند ما قام محمد بن يوسف السنوسي بإعادة صياغة العقائد الأشعرية من الكبرى إلى صغرى الصغرى مرورا بأم البراهين، فكان لعمله من التوضيح والتبسيط، ما جعل العوام لا يحتاجون إلى إلجام، ثم جاء دور اليوسي في تهذيبها بعدما أدرجها ابن عاشر في مرشده المعين، فصارت من الثوابت الفكرية في المغرب العربي.

واكد رئيس وفد مؤسسة محمد السادس للعلماء الافارقة الاستاذ الدكتور حميد لحمر ان موضوع الندوة في غاية الاهمية حيث يعالج ثابتا من الثوابت الدينية الاساسية المشتركة بين البلدين وهو ثابت العقيدة الاشعرية الذي ساهم في تماسك المجتمع وصيانته من التيارات الفكرية المنحرفة بشمال افريقيا ودول الساحل .

واستعرض في كلمته الاهداف التي تسعى مؤسسة محمد السادس للعلماء الافارقة لتحقيقيها والمتمثلة في تنسيق جهود العلماء للتعريف بقيم الاسلام السمحة، تنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية في المجال الاسلامي ، احياء التراث الثقافي الافريقي الاسلامي المشترك.

ونوه باحتضان جامعة شتقيط العصرية لهذه الندوة التي تجمع صفوة العلماء والمثقفين،مضيفا أنها تبرهن على متانة العلاقات العلمية التاريخية بين موريتا نيا والمملكة المغربية عبر الحقب التاريخية.

وجرى افتتاح الندوة بحضورمستشار الوزير الاول المكلف بالشؤون الاسلامية والعديد من رجالات العلم والمعرفة بالبلد.