أسعار المواد الغذائية.. ارتفاع يسحق الفقراء

سبت, 2015-01-31 17:35

ارتفاع المواد الغذائية في موريتانيا ليس بالأمر الجديد ولكنه في هذا الواقع المتردي في البلد؛ هو اشتعال تلهبه العواصف العاتية التي تهب بين الفينة والأخرى، إنه اللهب الحارق على أقل تقدير، هو نار تستعر تحرق جيوب الفقراء قلب قلوبهم.. فلماذا لا يكون هناك جهد للحد من هذا الاشتعال.. سؤال على الشفاه ومطلب لا تخفيه نظرات ذلك الفقير الجاثم الفقر على صدره، الذي يباكر ساحة الحراك ـ ولا أقول سوق العمل ـ لأن العمل بمفهومه المنتج يندر في أحيان كثيرة، ولأن السوق بمفهومها الاجتماعي الأخلاقي اندثر نتيجة عتوّ أباطرة الاحتكار، فصار الربح شراعا يوجه سفينة التوحش الاقتصادي، وفي ذلك الوسط القاتل لصاحبنا، غاب فعل الدولة الراعية لمصالح المواطنين..

لاستنطاق الواقع الذي يعانيه المواطنين بسبب ارتفاع الاسعار وتدني الدخل وضعف القدرة الشرائية للغالبية العظمى من الموريتانيين، أجرى "الاخباري" حوارات مع بعض الباعة، فكانت ردودهم على النحو التالي:

 

 فاطمة بائعة خضروات في أحد أحياء الترحيل، وقد أجابت على سؤال حول الاسعار وقدرة زبنائها الشرائية ؟ فقالت: أنا أريد القول ان جميع الموريتانين اليوم يعانون بشكل بالغ من ارتفاع الأسعار ولا شيء أهم بالنسبة لنا نحن المواطنين في الرحيل من خفض اسعار المواد الغذائية فهي بالنسبة لنا عصب الحياة، نسمع فقط كثير من وعود في كل فترة بتحسين ظروف المواطنين وتبقى حبرا على ورق.. وأنا أريد من الدولة أن تعرف أن الأسعار في غاية الصعوبة وأن تدخلها في أي شأن لن يجد أهمية عندنا ما لم تتدخل للسيطرة على الاسعار ودعم المواطنين الفقراء، والرفع من مستوى القدرة الشرائية لهم، وأكدت السيدة أن غالبية زبنائها لا يستطيعون شراء أكثر من قيمة 100 أوقية من الخضروات وهو في الغالب ثمن قطعة واحدة صغيرة من  الخضروات، هذا لان الاسعار ارتفعت والدخل نقص بشكل كبير. وهذا - تقول فاطمة - يكفي دليلا على ضعف المواطنين هنا. 

بلال بائع اللحم في منطقة اخرى من نواكشوط عبر عن ألمه من واقع المواطنين حيث أكد أن البعض من زبنائه كان في السنوات الماضية  يستطيع شراء كلغ او نصفه من اللحم واليوم الكثير من الزبناء يشري ربع كلغ من اللحم يوميا، او يتوجه الى حيث تباع بعض بقايا "لحم الجل، ولمصارين (الامعاء)" المعروفة في الاحياء الشعبية ب"الصامات" حتى تباع له ب100 اوقية، واقع يعبر عنه بلال بأسى كبير ويؤكد على أنه واقع يئن تحت وطأته الكثيرون.  

سيدي صاحب حانوت في نواشوط عبر لنا عن اعترافه امام زبنائه بأن الوضع صعب للغاية قائلا أن واقع الاقبال على شراء المواد الغذائية يعكس الضعف الشديد لدى غالبية المواطنين، مؤكدا ان الاسعار تشهد ارتفاعا لا يطيقه المواطنون.

هذا هو واقع اسعار المواد الغذائية الذي يتأكد انه بحق ارتفاع يسحق الفقراء. وهو ما يرى البعض انه يحتم  على النظام  القائم التفكير فيه وتحمل المسؤولية إزاء  الواقع المعيشي المتردي للمواطن.