من يستحق أن يحكمنا بعد ولد عبد العزيز؟؟

اثنين, 2015-08-17 17:00

من حق هذا الشعب الذي ينشد التغيير و التطور، و يعشق الحرية و العدالة، و يتمنى الخروج من نفق مجهول ليسير بخطى ثابتة نحو مستقبل تحفه مخاطر الربيع العربي، و أهوال الحرب الأهلية، و الإرهاب و الفقر  فضلا عن التحديات البيئية كالجفاف و التصحر، من حقه أن يتطلع إلى قيادة رشيدة، إلى حاكم عادل و مستنير يخلصنا من المؤرقات السياسية الزائفة، ومن المتزلفين و المنافقين الذين درجوا على النفاق مع كل سانحة تغيير.

 

و رغم أن للرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز حسنات كثيرة و انجازات شاهدة كما له إخفاقات، و ابتلاءات و مصائب، إلا أننا نتطلع اليوم و أكثر من وقت مضى و مع انقضاء نصف المأمورية الثانية و الأخيرة لولد عبد العزيز  كرئيس إلى من هو أفضل منه، إلى رئيس يطور التعليم المجاني، و يسحق أسعار موادنا باهظة الثمن، ليس فقط بالشعارات التي تفعل فعلها السحري في الناس قبل – أو حتى من دون – أن يتحقق منها الكثير قبل القليل.

لن نفتش بعيدا لأنه من شبه المؤكد أن المؤسسة العسكرية الموريتانية ستبقى – ولو إلى حين- صاحبة القرار السياسي،و ما ذلك إلا لانعدام أو على الأصح "غياب البديل السياسي المنظم القادر على كبح جماح الرغبة المتوقدة لدى أغلب نخب هذه المؤسسة في الاحتفاظ بالسلطة"، والاستمرار في السيطرة على زمام القيادة، و الحكم بأي ثمن ما دامت السلطة في موريتانيا و ما يشاكلها من الدول المتخلفة هي أداة الغنى و النفوذ اللذين جبلت الأنفس على حبهما.

و لو سلطنا ضوء كاشفا على النظام الموريتاني الحالي و فتشنا في دائرة الحاكمين قبل المحكوم بهم فإنه يمكننا أن نختصر هذا البحث على بعض الشخصيات التي  تبدو أكثر حظا في ظل النظام الحالي، على افتراض أن النظام المقبل سيكون استمرارا لسابقه، و ذلك اعتبارا لعلاقتها بالرئيس ولد عبد العزيز، و مدى قدرتها على استقطاب الجماهير، و الالتفاف حول طموحات المعارضة الراديكالية في الوصول إلى الحكم، فمن هو المخلص المنتظر، ومن أي عباءة سيخرج؟

دائرة الحاكمين :

إن قراءة فاحصة لدائرة صنع القرار تبرز لنا شخصيات قليلة نرى أنها مؤهلة لقيادة البلاد لفترة ما بعد ولد عبد العزيز باعتبار أنها قد تكون محط ثقة و إجماع من طرف المؤسسة العسكرية إضافة إلى مقبوليتها من طرف المجتمع الدولي، و الشركاء الفاعلين في المشهد السياسي الموريتاني.

أولا : الفريق محمد ولد محمد محمود ولد الغزواني

يعتبر الغزواني الشخصية الثانية بعد ولد عبد العزيز لما له من نفوذ سياسي و عسكري في المشهد الموريتاني المتحرك "رغم ما يتميز به الرجل من هدوء الطبع و قوة الشخصية و الصرامة و الكتمان، و هو رجل أمن بإمتياز، لا تعرف له ميول فكرية ولا سياسية، له مستوى ثقافي لاباس به و فيه ليبرالية بيظانية تظهر في علاقاته المنفتحة "رغم نشأته في جو مليء بالتصوف هذا فضلا عن الامتداد القبلي الذي يحافظ على وجود معتبر في الدوائر المالية والبيروقراطية للدولة.

لم يرد أسم ولد الغزواني في قائمة العقوبات التي فرضها الأمريكيون على زملائه في انقلابهم على ولد الشيخ عبد الله، كما لم يشمله الاتهام بتصفية الزنوج الموريتانيين.

 

ثانيا :العقيد الشيخ ولد بايه :

يرى العديد من المحللين و المراقبين أن العقيد الشيخ ولد بايه نسخة طبق الأصل من الرئيس ولد عبد العزيز مع بعض الفوارق الشكلية، و يذكر للعقيد العمدة قدراته الفائقة في التفاوض و حل الأزمات (المعادن – الصيد)، و هو رئيسا للرابطة العمد الموريتانيين، المنصب الذي سيمكنه من بناء شبكة واسعة من العلاقات إن هو أحسن إدارة هذه الشبكة مستفيدا من ثروته الواسعة التي كونها بفضل استغلال النفوذ في قطاع الصيد حسب رأي البعض.

دائرة المحكوم بهم :

-محمد سالم ولد مرزوك :

 شخيصة سياسية وثقافية بارزة، علاقات واسعة في العالمين الإفريقي و الأوروبي، خبرات واسعة في إدارة المشاريع، إضافة إلى أن الرجل ينحدر من شريحة لحراطين الواسعة الانتشار مما يؤهله لأن يكون منافسا قويا في الانتخابات المقبلة.

يرى البعض في تعيينه لأول مرة كمستشار للرئيس بعدما أشيع حول ترشحه في الاستحقاقات الماضية نوعا من التزكية من طرف ولد عبد العزيز الذي أراد أن يضم هذا الإطار المتميز ضمن جوقته ربما ليجعله فرس رهان في الاستحقاقات القادمة، و ما ذاك إلا لما يحظى من قبول و تأييد معتبر في كثير من الدوائر البيروقراطية، ومن شعبية واسعة ضمن شريحتي لحراطين و البيظان في الدوائر ذات الثقل الانتخابي كنواكشوط و بعض ولايات الداخل.  

 

-الوزير الأول : يحي ولد حدمين :

رئيس الجمهورية والوزير الأول الجديد يحي ولد حدمين خلال حملة سيلبابي

 

لم يعد يخفى على أحد الطموح الشخصي للوزير الأول الموريتاني الحالي يحي ولد حدمين الذي استغل عطلته السنوية هذه السنة في لقاءات و اجتماعات موسعة في منطقة الحوضين الشرقي و الغربي حيث الامتداد القبلي الكبير لقبيلته "لقلال"، وهو بذلك يقطع الطريق على سلفه ولد محمد لقظف الذي يفتقر هذه الميزة.

و يعتقد البعض أن ولد حدمين مناور ممتاز حيث أظهرت براعة متميزة في الاستحقاقات الأخيرة في التعامل مع سخط الإسلاميين، و المغاضبين من الحزب الحاكم في بعض الولايات، و هو ما أهله في نظر ولد عبد العزيز ليصبح رجل المرحلة.