دراسة سرية عن التشيع بموريتانيا

أربعاء, 2015-12-09 15:49

كشفت دراسة سرية حصلت عليها صحيفة "الأخبار إنفو" عمل جهات موريتانيا مع جهات إيرانية، على إقامة إعادة ما تصفه الدراسة "المكانة التاريخية" للشيعة في موريتانيا، وقدمت هذه الدراسة نصائح حول سبل استعادة هذا الدور، ناصحة بالتركيز على مناطق الشمال الموريتاني،

باعتبارها مكان اجتماع الثروة والسلطة، وكذا "ضعف حضور علوم أهل السنة فيها حيث تقل بها المحاضر (المدارس التقليدية) والعلماء مما يؤهلها لتكون المنطقة المثلى للتشيع". حسب الدراسة السرية.

 

ورأت الدراسة التي وصلت الجانب الإيراني عن طريق رئيس مؤسسة "انقلاب" الثقافية محمد جواد أبو القاسمي أن مستقبل العمل الشيعي في موريتاني "مضمون، وجد مبشر"، مؤكدا أنه "يمكن أن تتحول معه موريتانيا إلى بلد شيعي كما كانت في الماضي، كما يمكن للعمل الشيعي أيضا في الوقت الحاضر إذا وجد تنظيما مناسبا أن يعوض تراجع التشيع في المغرب وذلك من خلال جهود التنظيم والتأطير وزيادة الحضور في الميادين الثقافية الدعوية والإعلامية والاجتماعية الخيرية والاقتصادية".

 

وتوقعت الدراسة التي أعدتها جهات موريتانية "أن يؤتي العمل الشيعي إذا توافرت له الشروط والمقدرات أكله بسرعة، ليسمح برفع نسبة التشيع في موريتانيا من 1.5% إلى حولي 20% في ظرف 10 سنوات قادمة"، معتبرة أنه توجد "بيئة خصبة إذا أتيح لها من يتعهدها، فإنها ستسمح بحضور شيعي على المستويين النوعي والكمي".

 

وشرحت الدراسة الحضور النوعي بالانتشار "ولايات بعينها (الشمال) تضم أهم المقدرات الوطنية (مناجم حديد ـ مناجم ذهب  ـ مناجم نحاس ـ شواطئ سمك ـ واحات نخيل) كما ينحدر منها أبرز رجال المال والسياسة وضباط الجيش".

 

أما الحضور الكمي فشرحته بضرورة "التركيز على شرائح قريبة من التشيع بطبعها وثقافتها وهي لحراطين والزنوج والتي تمثل مجتمعة  أكثر من 60% من سكان البلاد". حسب نص الدراسة.

 

مكانة تاريخية

ورأت الدراسة أن أهمية موريتانيا "للثورة الإسلامية" تنبع من كونها "تمثل أرضية خصبة للعمل الشيعي"، مؤكدة أنها "كانت في الماضي من أبرز قلاع المذهب الشيعي حيث يؤكد المؤرخون أن الدعاة الشيعة يعود إليهم الفضل في وصول الإسلام إلى موريتانيا وإقناع السكان به، وأنهم وجدوا فيها الأرضية المناسبة للعمل والتحرك لبعدها النسبي من المناطق التي نكبوا فيها لذلك نجد أن العديد من الشيعة قد اتخذ منها ملاذا وموطنا في النهاية".

 

وتنسب الدراسة إلى من تصفهم بالباحثين البارزين تأكيدهم أن "استمرار تأثر الموريتانيين الكبير بالمذهب الشيعي حتى في فترات متأخرة على تجربة المرابطين التي عملت على فرض المذهب المالكي بالسيف وإبادة كل مخالف في الملة مهما كان قربه أو بعده في المعتقد (الشيعة ـ الخوارج ـ البافور ـ اليهود).

 

ونسبت الدراسة إلى الدكتور حماه الله ولد السالم – الذي وصفته بالمؤرخ الكبير – قوله في هذا المنحى إن "من الأدلة على أن حركة ناصر الدين الذي تلقب بالإمام وحاول إقامة دولة دينية في موريتانيا خلال القرن السابع عشر كانت ذات مشارب وخلفيات شيعية بحتة".

 

ولاحظت الدراسة ما وصفته "بانتشار حب الأطهار أهل البيت وتجذره بين السكان، واتخاذهم من الإمام علي وبنيه القدوة والنموذج من دون سائر الصحابة، وكذا وجود لون أدبي غنائي يطلق عليه "المدح" منتشر بكثرة ويمارس بشكل ليلي في مختلف المدن والقرى والأرياف يختص بتمجيد الأطهار أهل البيت عليهم السلام، إضافة إلى اعتماد السكان بمختلف مشاربهم لرموز شيعية من بينها تفضيل لون السواد في الثياب وعادة طلاء المرأة التي تلد ذكرا وجهها بالسواد تذكيرا بحادثة كربلاء وباستشهاد الإمام الحسين عليه السلام".

 

ورأت الدراسة أن هذه المعطيات يقدمها الباحثون "على أنها بقايا ورواسب الفترة الذهبية لانتشار المذهب الشيعي بموريتانيا في الماضي واستمرارها قوية حتى الآن تمارس حضورها في الذهنية الفردية والمخيل الجماعي".

 

علاقات دبلوماسية خادمة

ووصفت الدراسة السرية العلاقات السياسية الجيدة بين موريتانيا والثورة الإسلامية في إيران، وتبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين وعلى أعلى المستويات، فضلا عن تبادل السفراء بينهما، بالعوامل التي "أسهمت في التخفيف من وطأة الدعاية الوهابية ضد الشيعة في موريتانيا وسمحت لبعض من رموز الشيعة بالجهر بمعتقدهم، والسعي لإقامة نواة لمؤسسات خاصة، وإجراء تظاهرات علنية ـ لأول مرة منذ استقلال البلاد عام 1960".

 

واستعرضت الدراسة بعض هذه الأنشطة كـ"تخليد ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، وكذا القيام بإجراء مقابلات ومناظرات في وسائل الإعلام للدعاية للمذهب الشيعي، والرد على التحريفات المغرضة المروجة عنه من قبل أتباع الطائفة الوهابية وعلماء السنة المتشددين، كما قاد الأمر إلى تعالي الدعوات المطالبة باعتراف رسمي من السلطات بالمذهب الشيعي في موريتانيا".

 

وقدرت الدراسة "عدد الشيعة في موريتانيا حاليا بـ50 ألف شيعي"، مشيرة إلى "تركز وجوهم بالأساس في العاصمتين السياسية (انواكشوط) والاقتصادية (نواذيبو) وبعض المدن الداخلية".

 

عقبات في طريق التشيع

وعددت الدراسة عقبات ترى أنها تقف في وجه انتشار التشيع في موريتانيا، منا "مشاكل التنظيم، والتأطير، وتوفير المؤسسات"، واصفة هذه العقبات بأنها "المشاكل الأبرز أمام الشيعة الموريتانيين حتى يتمكنوا من فرض وجودهم على الخارطة الثقافية والدعوية والسياسية والاقتصادية".

 

كما رأت أن من هذه المشاكل والعقبات "عدم وجود حوزة علمية تؤطر وتنسق عمل الفاعلين الأساسيين في الساحة الموريتانية، وغياب إستراتيجية مناسبة لربط وتأطير الشيعة من خلال مؤسسات رسمية لتنظيمهم وتوفير المساجد والمدارس والمراكز والكتب بهدف ذلك، والافتقار إلى قيادات دينية وفكرية قادرة على تنظيم العمل الشيعي وعلى التخطيط والتنفيذ وبما يناسب الحاجات والتحديات".

 

كما أن من عقبات العمل الشيعي في موريتانيا – حسب الدراسة – "عدم ارتكاز العمل الشيعي في موريتانيا (والذي يركز على المناظرات والسجالات وإحياء بعض المناسبات) على أبعاد اجتماعية واقتصادية تزيد من لفت انتباه القواعد الهشة والمحرومة إليه لإقناعها وكسبها ولتنافس بذلك المنظمات الخيرية السنية المرتكزة على مال الخليجيين من سعوديين وإماراتيين، والافتقار للتمويل المناسب لعمل كبير يشمل تنظيم الصفوف وإقامة المؤسسات الدعوية والتربوية والاجتماعية للشيعة الموريتانيين، والسعي للعمل على كسب الشرائح المثقفة والمحرومة والمهمشة لاعتناق المذهب القلوب من قلوبها ومشاربها وتطلعاتها".

 

وأردفت الدراسة في إطار سردها للعقبات "عدم توفر مؤسسات إعلامية قادرة على مواجهة الدعاية الوهابية القوية التي تحذر منابرها الإعلامية الكثيرة (والمنتشرة بسبب الدعم السخي الذي توفرها لها الرياض) من تنامي المد الشيعي في موريتانيا لأنها تدرك ما يمثله من خطر عليها إذا وجد التأطير والتمويل المناسبين، واعتماد أكثر الشيعة الموريتانيين لمبدإ التقية بسبب دعاية الوهابيين وغيرهم من السنة وذلك لعدم وجود القادة والمؤسسات التي يقتنعون بقدرتها على حمايتهم".

 

ورأت الدراسة أن "أبرز المحاولات التي جرت مؤخرا لتأطير الشيعة الموريتانيين، وتنظيم صفوفهم إلى الشيخ بكار ولد بكار الذي أسس جمعية خاصة  لهذا الغرض استطاعت أن تلفت الانتباه إلى ما تقوم به من أعمال شملت إحياء العديد من المناسبات وفي أكثر من مدينة، ومساعي حثيثة لتأسيس "حسينية" في مقاطعة عرفات بالعاصمة نواكشوط".

 

كما تحدثت الدراسة عن نقلة "تخليد ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام في موريتانيا من قبل  الموريتانيين الذين كانوا قبل عامين يسافرون إلى السنغال لإحيائه مع الطائفة هناك"، معتبرة أن هذا التخليد "كان  إعلانا عن بلوغ الفرع الشيعي بموريتانيا لمرحلة الرشد واستقلاله عن السنغال، كما مثلت هذه الخطوة في رمزيتها انتقال شيعة موريتانيا  من التبعية لفرع السنغال إلى الاستقلال عنه، وهو موقف سيزداد بروزا من خلال التصريحات العديدة التي أعلنت عن ولادة المذهب الشيعي في موريتانيا، و تفويج "حجاج" موريتانيين إلى مدينة كربلاء المقدسة، وتزايد الأنشطة للجمعيات المحسوبة على المذهب بالبلاد والمركزة على تنظيم الندوات والمهرجانات في المناسبات الدينية خصوصا تلك التي تخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام". تقول الدراسة.

 

وجهة التركيز

واقترحت الدراسة على الجهات الإيرانية والعاملين معها في موريتانيا، التركيز على مناطق الشمال، وكذا على فئات من الشعب الموريتاني، هي: الحراطين، وإيكاون، واللحمة، والزنوج.

 

وبررت الدراسة الاهتمام بالحراطين الذين عرفتهم بأنهم (مجموعة الأرقاء السابقين) بأنهم "مجموعة ضخمة تمثل 35% من السكان ويهتم الآن بتمثيلها في كل الوظائف الكبرى للدولة لثقلها الديمغرافي المعتبر)، ووصفتهم بأنه "من محبي الأطهار آل البيت عليهم السلام ويتعاطون لونا فنيا خاصا بمدحهم كما يتسمون بأسماء الأئمة الكرام عليهم السلام".

 

أما "إيكاون" وهو طبقة الفنانين، فنصحت بالتركيز عليهم "لدورهم المهم في نشر حب البيت عن طريق الأناشيد والحضور في مختلف التظاهرات الاجتماعية".

 

ووصفت "اللحمة" بأنها "مجموعة أصولها بربرية، وقد عانت من الاضطهاد في الماضي"، معتبرة أنها "مؤهلة لاعتناق مذهب التشيع لبعدها عن الوسط السني المتعلم حيث يسهل إقناعها خصوصا بمذهب آل البيت الذي يجتذب المستضعفين لما يبشر به من مساواة حقيقية وخلاص وتحرر".

 

ورأت الدراسة أن الزنوج "يمثلون 25% من السكان في موريتانيا، ويشيع في صفوفهم حب الأطهار آل البيت عليهم السلام والتصوف وهم بيئة مناسبة للتشيع لبعدهم النسبي من الوسط السني".

 

أما مناطقيا فاقترحت الدراسة السرية التركيز على منطقة الشمال، ووصفتها بأنه "منطقة خصبة يمكن للعمل الشيعي أن يكتسحها بسرعة وسهولة لضعف حضور علوم أهل السنة فيها حيث تقل بها المحاضر (المدارس التقليدية) والعلماء مما يؤهلها لتكون المنطقة المثلى للتشيع، مردفة أن هذه المنطقة "تشمل أربع ولايات هي:

 

ولاية نواذيبو: وتتميز بكونها العاصمة الاقتصادية للبلاد حيث تصدر منها أبرز الصادرات الموريتانية المتمثلة في السمك وخامات الحديد، وتسكنها أغلبية عمالية، كما يوجد بها حضور قوي للعمالة الأجنبية وهو عامل مهم لتصدير المذهب الشيعي من خلالها إلى دول إفريقية كثيرة.

 

ولاية إنشيري: تقع إلى الشمال من العاصمة السياسية نواكشوط، وتتميز بكونها ولاية منجمية هامة حيث تحتضن مقر شركة الذهب" تازيازت" ومقر شركة النحاس "سى أم سي" [هكذا كتب اسم شركة MCM في الدراسة] وتعتبر إنشيري موطن أبرز الساسة ورجال الأعمال وضباط الجيش في موريتانيا حيث ينتمي إليها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز والرئيس السابق إعل ولد محمد فال.

 

ولاية آدرار: وهي ولاية تشتهر بتصدير التمور لوجود أهم واحات النخيل بها (والتي اتخذت إسرائيل من مساعدة أصحابها وسيلة للتقرب من الموريتانيين في السابق قبل أن يتم طردها من قبل نظام الرئيس الموريتاني الحالي)، كما تعتبر آدرار موطن لكبار الإداريين ورجال الأعمال والسياسيين (رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم).

ولاية تيرس الزمور: ولاية منجمية بامتياز حيث تصدر منها خامات الحديد، كما تتواجد بها جالية عمالية معتبرة تنتمي إلى جميع مناطق موريتانيا وهو عامل مهم يمكن توظيفه لتصدير المذهب الشيعي من خلالها إلى الولايات الأخرى".

 

أبرز الشخصيات الشيعية

وتضمنت الدراسة تعريفا بمن وصفتهم بأنه أبرز الشخصيات الشيعية في موريتانيا، وهم:

الشيخ  بكار ولد بكار رئيس "جمعية بكار للثقافة والعلوم"، وعرفته بأنه من (قبيلة لعلب وغيرها)، وقد انضم إلى  المذهب الشيعي سنة  2006، وهو ينتمي إلى طائفة المرجع آية الله علي السيستاني قدس الله ظله، وقد استطاع الشيخ بكار تنظيم عدة احتفاليات شيعية في موريتانيا. حسب الدراسة.

 

الشيخ أحمدو يحيى ولد بلا: تحول إلى التشيع بعد أن كان شيخا لطريقة صوفية، وهو شخصية علمية مرموقة، وينتمي إلى أسرة علم  معروفة، ويشتهر بقدرته على إجراء المناظرات مع  كبار علماء موريتانيا السنة من أجل الدفاع عن الشيعة.

 

الشيخ محمد ولد الشيخ ولد الشريف: وهو يمارس التجارة، وينتقل بكثرة بين موريتانيا والدول الإفريقية المجاورة لها كمالي، وغامبيا، وبوركينا فاسو، ويعتبر من أهم المرجعيات الشيعية بالبلد.

 

الأستاذ إشبيه ولد الشيخ ماء العينين: ويرأس حزب الجبهة الشعبية وهو ينتمي لأسرة علم مشهورة (أسرة الشيخ ما العينين) لها حضور ونفوذ بارزين في موريتانيا والمغرب والسنغال، وسبق للأستاذ إشبيه أن شغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع قبل أن يترشح لاحقا للرئاسيات في العام 1997، وهو يكتفي بمجاهرته بحب آل البيت والدفاع عنهم.

 

الباحث البارز محمد بابا ولد موهدا، وهو باحث كبير، وإعلامي بارز، ويرأس المركز الموريتاني الدولي للدراسات والإعلام، كما يرأس رئيس الرابطة الموريتانية لإنعاش وترقية الثقافة، وله أبحاث جادة في عدة مواضيع ترتبط أساسا بالمجال الفكري، والسياسي.

 

كما تم اختياره ضمن السفراء العالميين للسلام، والذين يمثلون الفدرالية الدولية لسفراء السلام، فضى عن مشاركته في عشرات الأنشطة والندوات الدولية في العالم.

 

آليات وحلول مقترحة

وتختم الدراسة بتقديم مقترحات وحلول ترى أن تطبيقها سيضمن "تحقيق نتائج جيدة على الأرضية، تمكن من تنظيم الشيعة في موريتانيا وتوفير المؤسسات والخدمات الأساسية لهم للتشبث بالمذهب والدفاع عنه وكسب الأنصار له وتمثيله في مختلف المجالات.

 

وأول مقترحات الدراسة هو "وضع إستراتيجية واضحة للعمل الشيعي تجمع بين تنظيم الشيعة الموريتانيين والعمل على مضاعفة أعدادهم بأقصى وتيرة، وتأسيس مجلس أعلى استشاري للعمل الشيعي في موريتانيا، ودعم تأسيس الجمعيات والنوادي وتبني ودعم البعض القائم منها لكسبه، وإقامة مراكز وحوزات ومدارس ومساجد ومعاهد وجامعات في مختلف المناطق، ومحاولة استمالة الأئمة الموجودين من الشرائح المذكورة لدعمهم وتأطيرهم".

 

ونصحت الدراسة ضمن مقترحاتها بـ"إقامة مشاريع اقتصادية في مناطق الأرقاء السابقين ومناطق الزنوج بكل من العاصمة والداخل وذلك لجذبهم للمذهب عن طريق التوظيف ومحاربة البطالة في صفوفهم، والتركيز في جانب العمل الاجتماعي على الشرائح المطهدة السابقة مع مراعاة أن يساعد أبناء الشرائح الأخرى، وإعطاء منح لأبناء الشرائح المستهدفة لضمان ولائهم في المستقبل وتهيئتهم لتولي مناصب قيادية تستفيد منها الطائفة في الحضور والحصول على مزيد من التسهيلات".

 

كما اقترحت الدراسة منافسة من وصفتهم بالوهابيين "في العمل الخيري والدعوي خصوصا في مجالات بناء المساجد، وحفر الآبار، وكفالة الأيتام، ومساعدة المرضى، ورعاية الجمعيات الثقافية، والعمل على خلق مؤسسات إعلامية قوية من بينها مواقع، وصحف، وإذاعة محلية، وذلك بهدف ربط الشيعة بها، وللدفاع عن مذهبهم، ونشره بين جميع الموريتانيين".

 

وكانت الدراسة مصحوبة بدراسة أخرى مالية بلغت سقفها المالي: 704.100 دولارا، وذلك بهدف إقامة "مركز الإمام محمد السجاد الثقافي" في انواكشوط، ويضم هذا المجمع مسجدا، ومكتبة مجهزة، ومتحفا، ومختبرا لترميم وصيانة المخطوطات، وقاعة للمحاضرات، وروضة، ومدرسة مجهزتين لتدريس الأيتام، وصحيفة دعوية، وموقع إلكتروني".

 

الطرف الإيراني:

ووصلت هذه الدراسة من الطرف الموريتاني إلى رجل الدين الإيراني محمد بن جواد أبو القاسمي، وتم إنجازها بتنسيق معه.

 

ويرأس أبو القاسمي مؤسسة ثقافية إيرانية، تعرف باسم "الانقلاب الثقافي"، وله نشاط كبير في مجال نشر التشيع في مناطق متفرقة من العالم، وخصوصا في إفريقيا، كما أن له مناظرات في مجال الدفاع عن المذهب الشيعي.

 

وقد تأكدت صحيفة "الأخبار إنفو" من أبو القاسمي لعدة لقاءات مع شخصيات ناشطة في مجال نشر التشيع في موريتانيا، كان من بينها عدة لقاءات على هامش ملتقى صوفي في مدينة طوبى بجمهورية السنغال المجاورة.

 

كما نسق أبو القاسمي مراسلات بين موريتانيين، ولبنانيين، كانوا يحاولون افتتاح فرع لجامعة تسمى "جامعة الساحل"، وقد تقدمت إجراءات فتحها قبل أن تتعرقل في لحظاتها الأخيرة دون معرفة الأسباب.

 

وكان لافتا في مراسلات هؤلاء اللبنانيين – والتي اطلعت صحيفة الأخبار على جزء منها – هو طلبهم الحصول على خرائط بالمكان التي يوجد في نفط في الأراضي الموريتانية.

 

 

الاخبار انفو