في مقابلة جديدة مع "العلاقات" : الحضرامي ولد أمم يجب منح الوقت الكافي لولد عبد العزيز لإكمال انجازاته الهامة.

خميس, 2016-01-21 22:00

كلمة تعريفة بالضيف:الشيخ الحضرامي ولد أمم شخصية وطنية كبيرة، بدأ بالعمل السياسي مبكرا حيث انخرط في حركة الشباب الموريتاني تلك الحركة التي كانت تمهيد لميلاد حزب النهضة الوطنية ليصبح بعد ذلك عضوا مؤسسا في النهضة على مستوى ولاية آدرارشارك في معركة "تكل" الشهيرة وقد كان عضوا من أعضاء مقاومة الاستعمار الفرنسي وهو ما تسبب في اعتقاله في شنقيط وأطار سنة1959 و1958م، شارك في مؤتمر "ألاك" سنة 1958، وهو المؤتمر الذي مهد لميلاد حزب الشعب الموريتاني ذلك الحزب الذي اندمج فيه سائر الأحزاب الوطنية آنذاك وقد كان الحضرامي من بين المبعوثين لشرح أهداف أهمية الاستقلال والوحدة الوطنية صحبة بياكي ولد عابدين رئيس حزب النهضة سابقا والنائب أب ولد أن واعبود ولد بسيف عامل في البيطرة إلى الجهة الشرقية من البلاد وبالخصوص ولاية الحوض الغربي. وبعد ذلك ذهب إلى المملكة المغربية جامعة القرويين وتخرج بشهادة عليا وهي الشهادة العالمية للعلماء ثم عاد إلى الوطن وعين معلما في مدينة أطار سنة 1973م ليبدأ المشوار الوظيفي والإداري سنة 1975م عين رئيسا لمركز القدية الإداري وبعد تعيينه في هذا المنصب الإداري بعد مرحلة التكوين الإداري في المدرسة الوطنية للإدارة التي قضى فيها فترة تربوا على سنتين ونيف تخرج إداريا مدنيا في سنة 1976م عين حاكما لمقاطعة بومديد التي لبث فيها سنتين ونيف ليذهب منها إلى المغرب لتكميل تكوينه في مدرسة القنيطرة لاستكمال تكوين الأطر سنة 1978م فقد قضى في هذه المدرسة ثلاث سنوات ليتخرج سنة 1981م وعاد إلى الوطن وعين حاكما لمقاطعة الميناء التي لبث في تسييرها ثلاث سنوات ليبدأ المرحلة الثانية: من المراتب الإدارية عين واليا سنة 1983م في ولاية تيرس الزمور وقضى في هذه الوظيفة سنتين كما تم تعيينه واليا لولاية اترارزة عين سنة 1986م واليا لولاية إينشيري قضى فيها سنتين ثم بعد ذلك عين واليا لولاية تكانت التي أشرف على تقطيعها الإداري كما عين واليا لولاية الحوض الغربي سنة 1991م. وبعد ذلك عين سنة 1992م مكلفا بمهمة لدى وزير الداخلية والبريد والمواصلات وفي سنة 1993 تم تعيينه مكلفا بمهمة مع الوزير الأول إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1995م. وانتخبت نائبا برلمانيا عن مقاطعة أزويرات والنائب الثالث لرئيس الجمعية الوطنية وعمدة لمقاطعة أزويرات 2001م إلى سنة 2005م. وفي سنة 2011م انتخب مندوبا لدى المؤتمر الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية عن مقاطعة أزويرات.

جريدة العلاقات أجرت اللقاء التالي مع الشيخ الحضرامي ولد أمم:

جريدة العلاقات : الشيخ الحضرامي ولد أمم ما هو موقفكم من الوضع السياسي الراهن ؟

الشيخ الحضرامي ولد أمم : نحن نرى ان الوضع الراهن وضعا سليما، والأمور تسير بشكل مميز. ونرى أن الكل يجب ان يلتقي من ويحاور ويتكاتف ويعبر عن تلاحمه من أجل الوحدة الوطنية والتي لا يمكن أن تتكون أن بتوافق الجميع وتقديم لمصلحة البلد.

جريدة العلاقات: كيف تنظرون للحوار السياسي ومآلاته؟

الشيخ الحضرامي ولد أمم : أظن أن قضية الحوار السياسي واضحة لمن يدرك الأمور والدليل على ذلك أن النظام ييسعى بكل ما أتي من أجل الحوار مع خصومه المعارضين. والتشاور سنةحميدة وامتثال لأوامر الشرع الحنيف: "وأمرهم شورى بينهم"، "وشاورهم في الأمر.." ويجب على الجميع الذهاب للحوار الفعلي، ومن لا يريد الحوار أو لا يرى أنه هو الطريقة المثلى عليه إجراء مؤتمر عام يشارك فيه الجميع ويفضي إلى حل للأزمة وينتج عنه وفاق وطني شامل يؤسس لدولة المواطنة الحقة التي يتساوى فيها الجميع بكل ألوانهم وجهاتهم.. ولا ينبغي السماح لمن يرون زعزعة أمن واستقرار ووحدة موريتانيا أن ينفذ مآربه..

جريدة العلاقات: ما هو موقفكم الوضع الميداني لسكان تيرس الزمور في ظل الفترة الراهنة؟

الشيخ الحضرامي ولد أمم : أعتبر ولاية تيرس الزمور ولاية ذات أهمية بالغة في شتى الميادين اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وذلك بفعل كونها ولاية حدودية تقع في منطقة حدودية تربط بين موريتانيا وجارتها من دول المغرب العربي الشقيقة ، ولكونها أيضا ولاية اقتصادية بامتياز لما تتميز به من المعاد التي تعتبر من أكبر مرتكزات الاقتاصاد الوطني، وهي ولاية زراعية توجد فيها الزراعة بكل أصنافها. ولها مستقبل زاهر.

وقد حظيت في الفترة الأخيرة بعاية مميزة من طرف النظام القائم تأتي لتلبي أكبر حاجات السكان من تخطيط للاحياء العشوائية وتوزيع للبنية التحتية من مدارس ومستشفيات ومراكز صحية هامة، بالإضاف الاهتمام بسكانها الذين هم خليط من الموريتانيين لطبيعة كون مدينة ازويرات خصوصا مدينة عمالية. ولا ينبغي استغلال قضية التنمية والعمال في المناكفات السياسية.

أما على المستوى الثقافي فقد عرفت هذه الولاية بتاريخها الثقافي الضارب في غور الزمن ، فقد أنجبت رجالات علم وثقافة وأدب وأولياء وصالحين وعارفين أفذاذ، على سبيل المثال لا الحصر، هناك الشيخ محمد المامي وهو علم من أعلام العلم والمعرفة وقطب من أقطاب هذه الولاية الكثيرين، وفي الأدب فقد رفعت أدباء وشعراء كبار من أمثال ولد الطلبه ولد رازكه ..

مجمل القول أنها ولاية محورية ومهمة والاهتمام بها سيعطي النتيجة المطلوبة، ولا ينقصها بعدما قيم به من الانجازات الهامة على الأرض في ظل النظام الحالي، أن تنتهي الأشغال في الطريق المنجز الآن والذي سيفك عزلة هذه الولاية عن ولاية آدرار والعاصمة نواكشوط، وسيفتح لها آفاق كبرى للتنمية.

جريدة العلاقات: قضية عمال "اسنيم" ما زالت تطهر بقوة ما هو موقفكم منها؟

الشيخ الحضرامي ولد أمم : العمال نرى أن لهم الحق في حقوقهم ويجب ان حل قضيتهم ولا ينبغي تسييسها وهم يعملون في معدن مهم للبلد يبذلون جهودا في ذلك كبيرة ويبغي أن يحافظوا هم عليها ولا تترك قضيتهم للتدخل الخارجي والتوظيف السياسي، نعك هناك حق التعبير وظهر ان هناك إرادة لتلبية حقوق العمال، وعلى الشركة ان تلبي لهم المطالب ويجب عليهم هم اعطاء الوقت اللازم لذلك

جريدة العلاقات: تشهد الساحة تجاذبات فيما يخص تاريخ المقاومة وخصوصا مقال العقيد المتقاعد ولد ابيبكر الذي وصفها بالوهمية، ما هو موقفكم؟

الشيخ الحضرامي ولد أمم : نحن نرى ان للمقاومة تاريخ شريف ولا يجب على احد ان ينكر تاريخها ويجب على الساسة أن يلتزموا حدود الباقة عند ذر تاريخ البلد فهو تاريخ هام وحساس على جميع الاصعدة ،ولا يوجد شيء مكتمل تماما والدول تنمو بحسب التدرج لبنة لبنة تماما مثل ما ينمو ويكتل الهلال فهو يبدأ صغير ويظل يزيد في الحجم حتى يكتمل.ويجب وعلى جميع الساسة أن يعلموا أن النقد مهم لكنه يجب أن يظل في إطار محترم..

جريدة العلاقات: أين هو الحضرامي ولد أمم من مجمل التناقضات والجاذبات القائمة في البلد؟

الشيخ الحضرامي ولد أمم : ارى ان جميع الموريتانيين يصلحون للمسؤولية وان الانتخابات هي من تحدد نتائج كل المترشحين ، وهناك احزاب اغلبية واحزاب معارضة وهذا في مجمل الديمقراطيات العريقة، وما قام به الرئيس من إطلاق الحريات في مجال الصحافة والحريات العامة، والدفاع عن الدين وإحياء التراث القيمي والاعتناء بالقرآن الكريم وبالعلماء والاهتمام بالجامعات وعلى مجمل الأصعدة أرى ان الرئيس محمد ولد عبد العزيز يمتلك برنامجا طموحا قطع أشواطا كبرى وعلينا أن نمنحه فترة كافية لتحقيق المزيد..

جريدة العلاقات: في موريتانيا دعوات عرقية ودعوات للانفصال ما هو رأيكم؟

الشيخ الحضرامي ولد أمم : نحن نرى أن وحدتنا الحقيقة في الدين الاسلامي ويجب على الجميع الالتفاف حول موريتانيا والحفاظ عليها، وتاريخ البلد يشهد على اننا كنا متآخين ومتوحدين بكل الالوان والجهات والعرقيات ويجمعنا الدين، وقال تعالى: "واعتصموا بحبل لله جميعا.." ويجب ان لا تعطى فرصة لاحد من أجل ضرب وحدة بلدنا وتماسط مكوناته.

وأخيرا ؛ أشكركم في جريدة العلاقات على هذه المقابلة؛ وارجوا ان يظل الشعب الموريتاني موحدا وأن لا تكون بينه امور تفتته من خلال الخارج، فالوطن للجميع.. وارجوا ان تكون مثل وحدة الدول الاخرى المتوحدة والمتماسكة، ولا نرجوا أن يقع فينا ما وقع في بعض الدول الاخرى وعلينا بالاعتصام بالاسلام، فالديمقراطية بالنسبة لنا هي إسلام وعليه نؤسسها.. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

حوار جريدة العلاقات