
لم تشهد موريتانيا طيلة عقود ظاهرة كالتى تشهدها الآن على مستوى الهجرة إلى "آمريكا" ، " إنها البلد الذي يسيل لبنًا وعسلاً فى اعتقادهم " ، وعلى إثر هذه المقولة يسيل لُعاب الكثيرين من شباب البلد الطامح لتغير واقعهم في ظل أمل يحدوه الخطر المحدق وطريق مجهول ، يصنع عليه المهاجر حلمه الغامض ضمن تجربة جهنمية إلا أنها أقلّ فى نظرهم من جهنمية واقعهم ، ولكن فى المقابل ألم يفكر هؤلاء المهاجرين لمن يتكرون أوطانهم !
لايمكن مكافحة الظاهرة بدون خطة واضحة المعالم دون اللجوء إلى الطرق العشوائية ، ينبغى الجلوس مع المتخصصين والمهتمين بهذا المجال والاستماع إلى حلولهم ، إنها أصبحت هاجسًا حقيقيا سيظل يؤرق الدولة التى بدأت تففد الطاقات الشبابية واليد العاملة الفتية التى بلغت 6 آلاف مهاجر (فعليا وصلوا إلى آمريكا) ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ، نبهنا فى أكثر من فرصة ولازلنا ماضون فى مكافحة هذه الظاهرة رغم محدودية والوسائل وانعدامها تارة ، فرغم الهاجس الوطني والشعور بالإنتمائية لهذا الوطن الذي لانبغى عنه بديلا ، يجب إقناع الشباب بالفرص المتاحة ؛ ولكن ينبغي أن تكون هذه الفرص في المقابل بالتساوى وبعدالة تامة ، وإنما المُقلق فى الأمر أن الذين هاجروا هاجروا بلا عودة تاركين أوطانهم لما عانوه من البؤس والشقاء لوضعيات اقتصادية غير عادلة ومزرية فى نظرهم
إن المقلق فى الأمر ليس فى فقدان هؤلاء الشباب ومهاجرتهم عن الوطن ، وإنما فقدان فئة حيوية نشطة قادرة على تطوير البلد وتحقيق الرفاه المشترك ، إن أتيحت لهم الفرصة ! سيظل البلد فاقدًا لِعُكاز طور الأمم والشعوب طيلة الحِقب الماضية إنها فئة الشباب التى قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم "نُصرتُ بِالشّباب "
ولاتُحل هذه الظاهرة إلا بسياسة جادة من طرف الحكومة ، مشفوعة بإشراك تام من طرفنا كمهتمين بهذا المجال بصفتنا رئيس لأول منظمة معنية بمكافحة الهجرة " المشروع الوطنى لمكافحة الهجرة " على مستوى موريتانيا ، فقد قدمنا فى هذا المشروع حلولا علمية وعملية للحد من هذه الظاهرة وخلق فرص للشباب وإن كانت محدودة ، وتشجيعهم على الإستثمار فى الوطن دون عون ولامساندة من الحكومة ، رغم وجود مشاريع وسياسة حكومية مهتمة بهذا المجال وفق سياسة فخامة رئيس الجمهورية "محمد ولد الشيخ الغزواني" .
رئيس المشروع الوطني لمكافحة الهجرة ، عضو الاتحاد الدولي للسياسيين ، عضو اللجنة الوطنية للشباب بحزب الإنصاف ، أستاذ تعليم ثانوى .